صراع العمالقة في الذكاء الاصطناعي
معلومة ديجيتال.. في خطوة قوية تؤكد عزمها على تصدر مشهد الذكاء الاصطناعي، أعلنت قوقل عن إطلاق نموذجها الأحدث Gemini Ultra 2، النسخة الأرقى من سلسلة Gemini التي تنافس مباشرة ChatGPT من OpenAI. يأتي النموذج الجديد بتقنيات متقدمة للغاية تشمل فهمًا أعمق للنصوص، معالجة للصور والفيديو والصوت، وتوسيعًا كبيرًا للسياق النصي يصل إلى مليون رمز. هذه القدرات تجعل Gemini Ultra 2 مؤهلًا لتولي مهام أكثر تعقيدًا، مثل تحليل الوثائق الطويلة، وإجراء حوارات متعددة المحاور، وحل المسائل الرياضية والتقنية بشكل أكثر دقة وسرعة.
آيفون 17 برو.. تسريبات تكشف ألوانًا جديدة وجريئة قبل الإطلاق الرسمي
لكن هذه القفزة التقنية تُثير سؤالًا محوريًا: هل Gemini Ultra 2 هو بداية النهاية لهيمنة ChatGPT؟ الحقيقة أن المقارنة بين النموذجين لا يمكن حسمها بسهولة، فكل منهما تطوّر ضمن بيئة تقنية وأهداف مختلفة. Gemini Ultra 2، من خلال دمجه العميق في خدمات قوقل (مثل البحث، Gmail، Workspace)، يقدم تجربة متكاملة تخدم المستخدم المهني والمؤسسي، بينما لا يزال ChatGPT يحتفظ بتفوقه في التفاعل البشري والإبداعي، خصوصًا في المهام التي تتطلب كتابة أدبية، أو برمجة مرنة، أو إنتاج محتوى بأسلوب شخصي.
Gemini أكثر تقنية، وChatGPT أكثر إنسانية
من جهة أخرى، يعتمد Gemini Ultra 2 على بنية قوية تعزز من أدائه في المهام متعددة الوسائط، مما يجعله مفيدًا في استخدامات مثل تحليل الصور والفيديو، وتلخيص المحتوى المرئي. كما أن اندماجه مع أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى في منظومة قوقل (كالمساعد الرقمي، وتطبيقات Docs وSheets) يمنحه أفضلية من حيث الإنتاجية المؤسسية. في المقابل، يتمتع ChatGPT بواجهة تفاعلية مريحة، وتكامل عميق مع منتجات مايكروسوفت مثل Word وExcel، ويُستخدم على نطاق واسع في التعليم، والكتابة، وتوليد الأكواد.
في الواقع، لم يُلغِ Gemini وجود ChatGPT، بل وسّع نطاق المنافسة. المستخدم الآن هو المستفيد الأول، إذ بات بإمكانه الاختيار بين أدوات متعددة، بحسب ما يناسب نوع المهمة أو بيئة العمل. وقد يستمر هذا التوازن لفترة، إلى أن تظهر موجة جديدة من النماذج التي توحد بين التقنية والإنسانية، أو ربما تطور OpenAI مفاجأة جديدة في شكل GPT‑5، لتعيد رسم حدود اللعبة من جديد