لم تكن مجرد تغريدات عابرة، بل كانت مواجهة حقيقية بين اثنين من أثقل الأسماء في عالم المال والاستثمار. الأمير الوليد بن طلال، رجل الأعمال السعودي المعروف، وإيلون ماسك، الملياردير الأمريكي وصاحب شركات تسلا وسبيس إكس، دخلا في سجال علني على منصة تويتر، ليس حول التكنولوجيا أو الاقتصاد العالمي، بل حول ملكية تويتر نفسها!
كيف بدأت القصة؟
في أبريل 2022، فاجأ إيلون ماسك العالم بعرضه شراء تويتر مقابل 54.20 دولار للسهم، أي ما يعادل 44 مليار دولار، مبررًا عرضه بأنه يسعى لتحويل تويتر إلى منصة تحترم حرية التعبير بشكل أكبر.
لكن هذا العرض لم يمر مرور الكرام. خرج الوليد بن طلال بتغريدة قوية أعلن فيها رفضه للعرض قائلًا:
"لا أعتقد أن العرض المقترح من ماسك يعكس القيمة الحقيقية لتويتر، خصوصًا بعد النمو الذي حققته الشركة."
وأكد أن شركته "المملكة القابضة"، والتي تملك مع الأمير نحو 5.2% من أسهم تويتر، ترى أن البيع بهذا السعر غير مناسب.
رد ماسك: هجوم غير مباشر
رد ماسك لم يكن تقليديًا، بل جاء على هيئة سؤالين محرجين:
"ما حجم ملكية المملكة في تويتر بشكل مباشر وغير مباشر؟
وما هو موقف المملكة من حرية الصحافة؟"
هذان السؤالان حملا في طياتهما انتقادات مبطنة لموقف السعودية من حرية التعبير، وبدت وكأنها دعوة لفتح نقاش أوسع حول القيم التي تحكم استثمارات الدول في المنصات الإعلامية العالمية.
ماذا قالت تويتر؟
من جانبها، ردت شركة تويتر بشكل رسمي بأن عرض ماسك غير ملزم، لكنها ستقوم بدراسته بعناية لتحديد إن كان يصب في مصلحة الشركة ومساهميها.
في الوقت نفسه، كانت تويتر قد أعلنت مسبقًا أن ماسك اشترى حصة بلغت 9.2% من أسهمها، وكان على وشك الانضمام إلى مجلس الإدارة، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، ما جعل نواياه أكثر غموضًا.
لماذا هذا السجال مهم؟
لأننا لا نتحدث فقط عن صفقة اقتصادية، بل عن تضارب رؤى حول مستقبل واحدة من أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم. هل تبقى تويتر شركة عامة تحت إشراف كبار المستثمرين العالميين؟ أم تنتقل إلى ملكية فردية يقودها رجل واحد برؤية متطرفة حول حرية التعبير؟
كما أن النقاش العلني بين ماسك والوليد سلط الضوء على تأثير رأس المال الخليجي في التكنولوجيا العالمية، وهي مسألة حساسة يتجنب الكثيرون الخوض فيها.
واتساب تختبر خاصية جديدة للتواصل تستهدف المؤسسات والمدارس.. بماذا تتميز؟
ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك؟
من المحتمل أن يتحوّل الخلاف إلى صراع استثماري أعمق، خاصة إن قامت أطراف أخرى بمحاولة الدخول على الخط، سواء لدعم ماسك أو للوقوف ضده. وهناك أيضًا احتمال أن تتدخل الجهات التنظيمية الأمريكية لتقييم الصفقة من زاوية المنافسة والشفافية.
وفي كل الأحوال، من الواضح أن تويتر لم تعد مجرد منصة تغريدات... بل ميدانًا تتصارع فيه رؤى المليارديرات حول الإعلام، والسياسة، والسلطة الرقمية.
