في ظل الارتفاع الهائل في استهلاك البيانات حول العالم، أعلنت شركتا ميتا (Meta) وغوغل (Google) عن خطط جديدة لتوسيع شبكتهما من الكابلات البحرية، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية العالمية وتحسين أداء خدمات الإنترنت، لاسيما في الأسواق الناشئة التي تشهد تسارعًا في الاستخدام الرقمي.
استثمارات استراتيجية في البنية التحتية العالمية
تأتي هذه الخطوة كجزء من جهود الشركتين لمواكبة الطلب المتزايد على خدمات السحابة والذكاء الاصطناعي وتدفق البيانات، خاصة مع توسّع الاعتماد على تقنيات مثل الواقع الافتراضي والمعزز، ومؤخرًا، تطبيقات الذكاء الخارق.
فقد كشفت غوغل عن كابل بحري جديد تحت اسم “Nuvem” يربط بين الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، بينما أعلنت ميتا عن مشروع كابل “Echo” الذي يمتد بين سنغافورة وأوروبا مرورًا بالشرق الأوسط.
Xiaomi 16 Pro Max.. الهاتف الرائد القادم ببطارية عملاقة وتصميم خرافي
تعزيز الاتصال وخفض زمن الوصول
تتيح هذه الكابلات سرعات أعلى في نقل البيانات، وتحسّن من زمن الاستجابة (Latency)، ما ينعكس إيجابًا على أداء تطبيقات الفيديو، الألعاب السحابية، والخدمات التفاعلية مثل ChatGPT وMeta AI. كما تُسهم هذه التوسعات في دعم مراكز البيانات العملاقة التي تعتمد عليها الشركات في تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي والتخزين السحابي.
توسع في إفريقيا وآسيا
وبحسب تقارير حديثة، فإن ميتا تولي اهتمامًا خاصًا بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تشارك في مشروع كابل “2Africa” العملاق، الذي يُتوقع أن يكون واحدًا من أكبر الكابلات البحرية في العالم، ويهدف إلى ربط القارة بالأسواق الأوروبية والآسيوية.
أما غوغل، فقد بدأت بالفعل في مد كابل “Equiano” على طول الساحل الغربي لإفريقيا، ما سيساهم في خفض تكلفة الإنترنت ورفع جودته في عدة دول أفريقية.
سباق نحو الإنترنت فائق السرعة
مع احتدام المنافسة في مجال البنية التحتية الرقمية، تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى لتأمين قدراتها المستقبلية، في ظل توقعات بأن يبلغ حجم نقل البيانات العالمي ما يفوق 250 زيتابايت سنويًا بحلول 2030.
وتشير هذه التوسعات إلى أن الكابلات البحرية، رغم قدم التقنية، ما زالت تمثل شريان الحياة الرئيسي للإنترنت العالمي، حيث تمر من خلالها أكثر من 95% من حركة الإنترنت الدولية.
خطط "ميتا" و"غوغل" لإطلاق مزيد من الكابلات البحرية تعكس تحولًا استراتيجيًا نحو امتلاك البنية التحتية الرقمية عالميًا، وسط سباق محموم لتوفير أسرع إنترنت ممكن يدعم تطور الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية المتقدمة.