في تصعيد جديد للصراع السياسي–التقني بين الولايات المتحدة والصين، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، ليب بو تان، إلى تقديم استقالته الفورية، وسط اتهامات بارتباطه بعدد من شركات التكنولوجيا الصينية، وهو ما أثار مخاوف متزايدة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.
تصريحات مباشرة عبر "تروث سوشيال"
ترامب كتب في منشور على منصته “تروث سوشيال”:
"الرئيس التنفيذي لإنتل متضارب المصالح إلى حد بعيد، ويجب أن يستقيل فورًا. لا يوجد حل آخر لهذه المشكلة".
هذه الدعوة جاءت بعد تحركات من الكونغرس، حيث وجّه السيناتور الجمهوري توم كوتون تساؤلات لمجلس إدارة إنتل حول ما إذا كانت علاقات تان المزعومة بكيانات صينية قد تُشكل تعارضًا مع القوانين واللوائح الأمنية الأمريكية.
خلفية الأزمة
إنتل كانت قد عيّنت تان في مارس الماضي في محاولة لإعادة هيكلة أعمالها بعد سنوات من التراجع، خاصة أمام منافسين مثل TSMC في تصنيع الرقاقات وإنفيديا في مجال رقاقات الذكاء الاصطناعي.
لكن بحسب تقرير اطلعت عليه معلومة ديجيتال، فإن تان سبق أن استثمر في أكثر من 600 شركة تكنولوجية صينية، من بينها شركات يُعتقد أن لها صلات بالمؤسسة العسكرية الصينية. ورغم أن بعض هذه الاستثمارات جرى التخلص منها لاحقًا، فإن غياب الشفافية حول التفاصيل أثار المزيد من الجدل.
قرارات تقشفية وخسائر
الأزمة تأتي أيضًا في ظل إجراءات تقشفية كبيرة داخل إنتل، إذ أعلنت الشركة في يوليو عن خطط لتسريح نحو 24 ألف موظف هذا العام، وإلغاء مشاريع في ألمانيا وبولندا، في إطار خطة لخفض النفقات وتحسين الأداء.
موقف الشركة الرسمي
في بيان رسمي، أكدت إنتل أن الشركة ورئيسها التنفيذي "يولون الأمن القومي الأمريكي أهمية قصوى"، مشددة على التزامها التام بدورها في دعم منظومة الدفاع الأمريكية.
قراءة أوسع للمشهد
وفق تحليل معلومة ديجيتال، فإن هذه القضية تعكس هشاشة الثقة بين الولايات المتحدة وشركات التكنولوجيا العالمية في ظل التنافس الجيوسياسي مع الصين، خاصة في القطاعات الحساسة مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي. وقد تتحول هذه الأزمة إلى نموذج جديد لكيفية خضوع قادة الشركات العالمية لتدقيق سياسي وأمني مكثف قبل تولي المناصب العليا.
