إطلاق خدمة التوثيق الرسمية
أعلنت منصة التواصل الاجتماعي الناشئة "بلوسكاي" عن بدء تلقي طلبات توثيق الحسابات عبر استمارة إلكترونية رسمية، حيث يمكن للمستخدمين البارزين والموثوقين التقدم بطلب للحصول على شارة التوثيق الزرقاء. جاء هذا الإعلان عبر حساب "Bluesky Safety" الرسمي المعني بشؤون الأمان والثقة على المنصة. وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة تحديثات تهدف إلى تعزيز مصداقية المحتوى والمستخدمين على المنصة التي تنافس بشدة موقع "إكس" (تويتر سابقاً). وتختلف سياسة التوثيق في بلوسكاي عن المنافسين حيث تعتمد على معايير متعددة تتجاوز مجرد الشهرة أو عدد المتابعين، كما تتيح للمؤسسات المؤهلة أن تصبح "جهات توثيق" معتمدة يمكنها التحقق من حسابات أخرى، وهو نهج لامركزي يهدف إلى تعزيز الشفافية والموثوقية في عملية التحقق.
آلية التوثيق والمعايير المتبعة
وضعت بلوسكاي مجموعة من المعايير الأساسية للحسابات المؤهلة للتوثيق، حيث يجب أن تكون الحسابات نشطة ومكتملة المعلومات مع صورة شخصية ووصف واضح، كما يجب أن تمثل شخصاً حقيقياً أو كياناً قانونياً مسجلاً. وتشترط المنصة وجود رابط لموقع إلكتروني رسمي إن وجد. أما بالنسبة لمعيار "البروز" الذي تحدثت عنه المنصة، فهو يعتمد على مكانة المستخدم في مجال تخصصه ومنطقته الجغرافية، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل التقدير المهني، التغطية الإعلامية في وسائل مرموقة، والحضور على منصات موثوقة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن بلوسكاي توفر أيضاً خيار التوثيق الذاتي عبر ربط الحساب بنطاق إلكتروني خاص، وهي ميزة استفاد منها أكثر من 270 ألف حساب حتى الآن، بما في ذلك مؤسسات إعلامية كبيرة مثل الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية (NPR).
ردود الفعل والمقارنة مع منصة إكس
أثار إطلاق خدمة التوثيق في بلوسكاي ردود فعل متباينة بين المستخدمين، حيث رأى بعضهم أنها تذكير بسياسات تويتر القديمة التي كانت تعتبر الشارة الزرقاء رمزاً للمكانة الاجتماعية قبل أن تتحول إلى خدمة مدفوعة تحت ملكية إيلون ماسك. من ناحية أخرى، يرى محللون أن نموذج بلوسكاي اللامركزي في التوثيق، والذي يعتمد على تفويض عملية التحقق لمؤسسات موثوقة خارجية بالإضافة إلى خيار التوثيق الذاتي، قد يشكل نقلة نوعية في كيفية تعامل منصات التواصل مع قضية المصداقية والهوية الرقمية. كما يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنصة نمواً مطرداً في أعداد المستخدمين الذين يبحثون عن بدائل للمنصات التقليدية، خاصة بعد التغييرات الجذرية التي طالت سياسات التوثيق والمحتوى في منصة إكس.
