واتساب تختبر خاصية جديدة للتواصل تستهدف المؤسسات والمدارس.. بماذا تتميز؟

في خطوة استراتيجية جديدة، كشفت منصة واتساب – المملوكة لشركة "ميتا" – عن اختبارها لخاصية مبتكرة تهدف إلى تطوير التواصل المؤسسي والتعليمي عبر التطبيق. وتأتي هذه الخطوة استجابة للحاجة المتزايدة إلى أدوات تواصل أكثر فاعلية وسرية داخل المدارس والمؤسسات والقطاعات الإدارية. وعلى عكس الميزات التقليدية التي ركزت على المحادثات الشخصية والمجموعات العائلية، فإن ميزة واتساب الجديدة للمؤسسات تسعى إلى إعادة تعريف طريقة استخدام التطبيق في السياقات المهنية والتعليمية.

ميزة واتساب الجديدة: محاور منظمة وتفاعل احترافي

تتميّز الخاصية الجديدة في واتساب بأنها تتيح إنشاء قنوات اتصال مخصصة، يمكن من خلالها للمدراء والمعلمين وموظفي الشركات إرسال رسائل جماعية منظمة دون الحاجة إلى إنشاء مجموعات تقليدية. تسمح هذه القنوات بنشر الإعلانات الرسمية، الجداول، التنبيهات، أو الوثائق المهمة مباشرة للجهات المعنية، بطريقة تشبه منصات البريد المؤسسي ولكن بمرونة وسرعة واتساب. هذه الميزة المؤسسية في واتساب تمنح مديري المؤسسات أدوات تحكم متقدمة، مثل تقييد الردود أو جدولة الرسائل، مما يجعلها مثالية للبيئات التي تتطلب الانضباط والوضوح في التواصل.

كيف تستفيد المؤسسات والمدارس من واتساب في التواصل الداخلي؟

يُعد استخدام واتساب في المدارس والمؤسسات بمثابة نقلة نوعية في أساليب التواصل، خاصة في ظل ازدياد الاعتماد على الأدوات الرقمية بعد الجائحة. المعلمون يستطيعون إرسال التعليمات والواجبات للطلاب، أو التحديثات لأولياء الأمور، بشكل مباشر دون تعقيد. كما يمكن للإدارات استخدام واتساب المؤسسي لتنسيق الاجتماعات، أو توزيع جداول العمل والمهام اليومية. هذا يختصر الوقت، ويعزز من كفاءة تبادل المعلومات، ويقلل الاعتماد على البريد الإلكتروني الذي غالبًا ما يكون أقل تفاعلًا. بهذه الطريقة، يتحول واتساب إلى منصة اتصال رسمية لا تقل أهمية عن أي نظام داخلي إداري.

الخصوصية والأمان في ميزة واتساب للمؤسسات

رغم التوسع الجديد في استخدام التطبيق، لم تتجاهل واتساب أهم ركائزها: الخصوصية والأمان. فأكدت الشركة أن جميع الرسائل المرسلة عبر القنوات الجديدة ستكون مشفرة بنظام "end-to-end"، مما يضمن حماية البيانات الحساسة في البيئات التعليمية أو المهنية. كما تقدم ميزة واتساب الجديدة إمكانية التحكم الكامل في من يمكنه الانضمام أو مشاهدة الرسائل، ما يوفّر خصوصية أكبر من مجموعات الدردشة التقليدية. وهذا ما يجعلها مثالية للمدارس، المستشفيات، الشركات، وحتى الإدارات الحكومية التي تتطلب معايير أمن معلومات عالية.

اقرأ من قسم التطبيقات علي موقعنا   معلومة ديجيتال 

المقارنة مع أدوات أخرى: ما الذي يميز واتساب عن تيليجرام أو Slack؟

عند الحديث عن أدوات التواصل المؤسسي، غالبًا ما تُقارن واتساب بمنصات مثل تيليجرام، Slack، أو حتى Microsoft Teams. إلا أن قوة واتساب المؤسسي الجديد تكمن في بساطته وشعبيته. فالتطبيق موجود فعليًا على هواتف أكثر من 2 مليار مستخدم حول العالم، ما يعني أن المؤسسات لا تحتاج إلى تدريب أو تثبيت برامج إضافية. بعكس Slack أو Teams، التي تتطلب بيئات عمل تقنية، فإن واتساب يمكن استخدامه بسهولة من قبل أي موظف أو معلم أو طالب، دون أي معرفة تقنية مسبقة. كما أن التكامل مع جهات الاتصال التقليدية على الهاتف يجعل التواصل أسرع وأكثر انسيابية.

دعم واسع للغات وتخصيص القنوات حسب الحاجة

تدعم خاصية واتساب الجديدة العديد من اللغات العالمية، مما يتيح استخدامها في المدارس الدولية، أو المؤسسات التي يعمل بها فريق متنوع. كما يمكن تخصيص القنوات حسب الأقسام، كقناة للمحاسبة، وأخرى للموارد البشرية، وثالثة للتواصل مع أولياء الأمور. كل قناة تُدار من قبل مسؤول أو أكثر، وتُرسل التحديثات فورًا لجميع المشتركين، مع خيارات لضبط التفاعل، مثل السماح بالردود أو جعل القناة ذات اتجاه واحد فقط. هذه المرونة الكبيرة في قنوات واتساب تجعلها منافسًا حقيقيًا لمنصات الإدارة الجماعية المعروفة.

متى ستكون الميزة متاحة لجميع المستخدمين؟

بحسب تصريحات الشركة، فإن ميزة واتساب للمؤسسات والمدارس لا تزال في مراحل التجريب المحدود، وقد تم إطلاقها في بعض الدول عبر نسخة تجريبية من التطبيق. ولكن من المتوقع أن يتم تعميمها خلال الأشهر القادمة تدريجيًا على مستوى عالمي. يُنصح مسؤولو تكنولوجيا المعلومات في المدارس والشركات بمتابعة تحديثات واتساب، والتأكد من تحميل أحدث نسخة، لأن الميزة قد تُدمج مباشرة ضمن التطبيق الرسمي دون الحاجة إلى أدوات خارجية. كما يمكن للمهتمين التسجيل في برنامج واتساب التجريبي (Beta) لتجربة الوظائف الجديدة مبكرًا.

هل نرى واتساب يتحول إلى منصة إدارية شاملة مستقبلًا؟

كل المؤشرات تدل على أن واتساب لم يعد مجرد تطبيق للمحادثات اليومية، بل يتحول تدريجيًا إلى منصة متعددة الوظائف تخدم الحياة المهنية والتعليمية. فمع إضافة ميزات كالمجتمعات (Communities)، والآن القنوات المؤسسية، يبدو أن واتساب يسير نحو منافسة مباشرة مع أدوات مثل Zoom وTeams وحتى Gmail في بعض الجوانب. إذا استمرت هذه التطويرات بنفس النسق، فقد نرى قريبًا نسخًا مخصصة من واتساب للمدارس أو الشركات الكبرى، تقدم تقارير، وتحليلات، وربما دعمًا للربط مع الأنظمة الداخلية.

تعليقات

مشاركة مميزة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

كتبه فريق التحرير في
معلومة ديجيتال

نحن نعمل على تقديم محتوى تقني موثوق، شامل، ومحدث دائمًا لمساعدتك على فهم التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها اليومية.

تابعنا لمزيد من الشروحات والمقالات الحصرية:
tech.ma3looma.online

تابع صفحاتنا الرسمية:
فيسبوك | تويتر | تيليغرام | يوتيوب