منصة معلومة ديجيتال – حيث تلتقي المعلومة بالتحليل.
أطلق مؤسس تويتر السابق جاك دورسي تطبيقًا ثوريًا للدردشة يحمل اسم "بت شات" (Bitchat)، في خطوة أثارت ضجة واسعة في عالم التكنولوجيا والاتصالات. التطبيق، الذي وُصف بأنه "قاتل واتساب"، يقدم تجربة جديدة تمامًا للمراسلة تبتعد عن الأنظمة التقليدية وتعتمد على تقنيات البلوكتشين والشبكات اللامركزية، مع إمكانية الاستخدام دون الحاجة للإنترنت أو الأرقام الهاتفية.
المزيد عن تويتر
فرنسا تفتح تحقيقًا جنائيًا مع شركة X بتهمة التلاعب بالخوارزميات والتدخل في الانتخابات
عطل مفاجئ يُصيب منصة "X" ويتسبب في توقفها العالمي عن العمل
هل تويتر وترينداته حرة فعلًا أم أن النفوذ قادر على إسكات الأصوات؟
هل يشكل عطل X نقطة تحول لصالح المنصات الناشئة؟
من واتساب إلى “بت شات”.. تغيير جذري في مفاهيم التواصل
أعلن دورسي عن إطلاق النسخة الأولى من التطبيق عبر متجر آبل لأجهزة آيفون، مع توقعات بإصدار نسخة أندرويد قريبًا. وما يميز "بت شات" عن أي تطبيق آخر، هو قدرته على العمل دون اتصال بالإنترنت، عبر استخدام تقنيات البلوتوث منخفض الطاقة لنقل الرسائل بين الأجهزة المتقاربة في نطاق يصل إلى 3.2 كيلومترات.
التطبيق لا يعتمد على خوادم مركزية، ولا يُطلب من المستخدم إنشاء حساب أو إدخال رقم هاتف، مما يعني أن الخصوصية والأمان هما حجر الزاوية في تصميمه.
مزايا أمنية وسرية عالية
"بت شات" يقدم تشفيرًا من الطرف إلى الطرف دون الحاجة لأي وسائط خارجية. كما أن الرسائل لا تُخزن لأكثر من 12 ساعة، ولا تُحفظ في أي خوادم. كذلك يمكن إرسال ملفات وصور ومقاطع فيديو — وكل ذلك دون شبكة إنترنت، عبر شبكات المستخدمين أنفسهم.
كما يمكن ربط محافظ رقمية بالتطبيق لإرسال واستلام الأموال المشفرة، في خطوة تدمج بين المحادثات والتعاملات المالية في تطبيق واحد.
تجربة استخدام غير تقليدية
واجهة "بت شات" أشبه بـغرف الدردشة القديمة: شاشة سوداء ونصوص خضراء تمثل الرسائل. يستطيع المستخدمون إرسال رسائل عامة لجميع من حولهم، أو الدخول في محادثات خاصة بالنقر على اسم المستخدم.
ورغم إعلان دعم الوسائط مثل الصور والفيديو، فإن هذه الميزات لم تتوفر بعد في النسخة الأولى، لكن التوقعات تشير إلى طرحها قريبًا ضمن التحديثات المقبلة.
متى ولماذا نحتاج إلى “بت شات”؟
التطبيق مصمم لحالات الطوارئ، مثل انقطاع الإنترنت بسبب الكوارث الطبيعية أو الحروب، أو أثناء المظاهرات التي تتعرض فيها شبكات الاتصال للرقابة أو التعطيل.
جاك دورسي أوضح أن الهدف هو توفير وسيلة تواصل حرة وآمنة في البيئات التي يُقيد فيها الوصول إلى الإنترنت أو تتعرض للرقابة الحكومية.
مخاوف من الاستغلال الإجرامي
رغم الإشادة بالتطبيق كأداة للحرية، إلا أن العديد من الجهات أعربت عن قلقها من إمكانية استخدامه من قبل جماعات متطرفة أو جهات خبيثة، كونه يتيح التواصل الآمن والمجهول في غياب تام لأي رقابة أو تتبع.
دورسي وشغفه بالتقنيات اللامركزية
منذ استقالته من تويتر في 2021، اتجه دورسي إلى دعم التقنيات اللامركزية، من خلال تأسيس شركة "بلوك" المتخصصة في حلول الدفع والعملات المشفرة. ويُعد "بت شات" امتدادًا طبيعيًا لهذا التوجه، حيث يتقاطع بين الحرية الفردية والتقنيات الحديثة.
شركة "بلوك" التي طورت التطبيق دخلت مؤخرًا مؤشر S&P 500، كما ارتفعت أسهمها بنسبة 11% بعد الإعلان التجريبي للتطبيق، ما يؤكد حجم التأثير الاقتصادي لهذا النوع من الابتكارات.
خلاصة...
"بت شات" ليس مجرد تطبيق دردشة جديد، بل هو رؤية ثورية لعصر ما بعد الإنترنت، حيث يمكن للبشر أن يتواصلوا دون الاعتماد على بنى تحتية تقليدية أو مزودي خدمة. وبين الحماس لهذا الابتكار، والقلق من إساءة استخدامه، يطرح التطبيق سؤالًا كبيرًا: هل نعيش بداية عصر جديد من الاتصال الحر، أم فوضى رقمية بلا ضوابط؟
