في خطوة جريئة ضمن السباق العالمي المحموم نحو تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI) والذكاء الخارق (Superintelligence)، كشفت مجلة Wired عن انضمام اثنين من أبرز باحثي OpenAI إلى مختبر الذكاء الخارق الجديد الذي أسسته شركة ميتا بقيادة مارك زوكربيرغ. هذه الخطوة تعزز جهود ميتا لسد الفجوة مع منافسيها، وخصوصًا OpenAI، في واحدة من أكثر ساحات الابتكار التكنولوجي حساسية وخطورة.
آبل تُسرب تفاصيل iPhone 17... شحن لاسلكي عن بُعد وبدون منافذ!
سامسونغ تتحدى الجميع.. Galaxy Z Fold 6 يصل بمفاجآت غير متوقعة!
انتقال رفيع المستوى: جيسون وي وهيونج وون تشونغ
الباحث جيسون وي، أحد الأسماء اللامعة في أبحاث التفكير المتسلسل (Chain-of-Thought)، سينضم رسميًا إلى مختبر Superintelligence Lab في ميتا خلال الأسابيع المقبلة، بعد أن كان من أبرز المساهمين في تطوير نموذج "o3" لدى OpenAI، وعمل قبل ذلك في Google.
من جانبه، يُرجّح كذلك انضمام زميله هيونج وون تشونغ، الذي كانت له بصمة كبيرة في تطوير النموذج "o1"، كما ركّزت أبحاثه على قدرات الاستدلال العقلي والعملاء الذكيين (AI Agents).
كلا الباحثَين تعاونا سابقًا في Google وOpenAI، وتربطهما علاقة عمل وثيقة تعزز من قدرتهم على بناء أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة بكفاءة عالية. وقد أشار تقرير Wired إلى أن حساباتهما على Slack داخل OpenAI قد تم تعطيلها بالفعل، ما يُعد إشارة واضحة على إنهاء ارتباطهما الرسمي بالشركة.
أسرع طرق لمعرفة نوع وجيل المعالج في جهاز الكمبيوتر
هل فقدنا السيطرة على ما نُشاركه؟
"تجنيد جماعي" على غرار الحروب
ما يثير الانتباه هو النهج الاستراتيجي الذي تتبعه ميتا في استقطاب المواهب، حيث تبدو الشركة وكأنها تتبنى أسلوب "التجنيد الجماعي"، المشابه لنهج الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، حين كان يتم تجنيد فرق عمل متجانسة بالكامل لضمان الكفاءة والانسجام.
مارك زوكربيرغ، الذي يواجه تحديات هائلة في اللحاق بركب المنافسة مع OpenAI وغوغل وأنثروبيك، يبدو عازمًا على خلق بيئة بحثية تستطيع جذب ألمع العقول من كبرى مختبرات الذكاء الاصطناعي حول العالم.
مختبر Superintelligence Lab: رأس الحربة في سباق AGI
يمثل Superintelligence Lab حجر الأساس في استراتيجية ميتا الجديدة للهيمنة على الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي. يهدف المختبر إلى تطوير تقنيات الذكاء الخارق، التي تتجاوز قدرات البشر في التفكير والتحليل وصنع القرار.
الميزة الاستراتيجية لهذا المختبر أنه لا يركز فقط على تطوير النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs)، بل يتعداها إلى تصميم وكلاء أذكياء يستطيعون التعلم والتصرف بمرونة واستقلالية في بيئات واقعية ومعقدة.
وتُعد هذه المرحلة القادمة من تطور الذكاء الاصطناعي شديدة الحساسية، ليس فقط من الناحية التقنية بل الأخلاقية والسياسية أيضًا، وهو ما يجعل من كل تحرّك في هذا الاتجاه محل اهتمام عالمي.
هل فقدنا السيطرة على ما نُشاركه؟
معركة العقول: ميتا أمام OpenAI وغوغل
لطالما كانت OpenAI في موقع الريادة في سباق الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع إطلاقها لسلسلة نماذج GPT، بينما تحتفظ غوغل بموقعها كمبتكر رئيسي في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من خلال مشاريع مثل DeepMind وGemini.
لكن ميتا، التي لطالما تأخرت نسبيًا في سباق LLMs، أعادت هيكلة طموحاتها بالكامل، واستثمرت بشكل ضخم في تطوير نماذج LLaMA مفتوحة المصدر، وتكثف الآن جهودها لتوسيع نطاق البحث في الذكاء العام.
وتُظهر هذه التحركات أن المعركة لم تعد فقط حول من يطلق النموذج الأقوى، بل أيضًا حول من يستطيع جمع أفضل العقول العلمية وتحويلها إلى فرق قادرة على الوصول إلى "نقطة التحول" نحو ذكاء خارق حقيقي.
مستقبل الذكاء الخارق: بين الطموح والمخاطر
رغم الجاذبية العلمية والاقتصادية الهائلة لفكرة الذكاء الخارق، فإنها تثير في الوقت ذاته مخاوف أخلاقية وتنظيمية متصاعدة. فمن يملك هذه التكنولوجيا؟ ومن يضمن استخدامها لأغراض إنسانية؟ وكيف يمكن ضبط قوة قد تتفوق على قدرات الإنسان الجماعية؟
ميتا، عبر استقطابها لهؤلاء الباحثين، تُظهر أنها تُعد العدة ليس فقط للمنافسة، بل للهيمنة على مرحلة يُعتقد أنها قد تعيد تشكيل الحضارة الإنسانية بالكامل.
انضمام جيسون وي وهيونج وون تشونغ إلى مختبر الذكاء الخارق التابع لميتا يمثل لحظة مفصلية في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي. وبينما تنخرط الشركات الكبرى في سباق محموم للوصول إلى ذكاء اصطناعي يتفوق على البشر، تبقى العقول العلمية المبدعة هي الورقة الرابحة الحقيقية. وإذا ما استمرت ميتا في هذا المسار، فإنها قد تتحول من متأخرة في السباق إلى إحدى قاداته في غضون سنوات قليلة.
